الباب مفتوح أمامك!
كانت امرأةٌ سورية مسنّة وصلت إلى أثينا بعد سلسلةٍ من الأحداث المؤلمة. تركت أولادها في وطنها، ووجدت نفسها وحيدة في بلدٍ غريب.
كل أسبوع كانت تزور مركزاً مجتمعياً في حيّها الجديد، ويبدو عليها التعب والحزن بوضوح. هناك التقت برجلٍ مسيحي كان يقف بجانبها، يصلي من أجلها ويخبرها أن يسوع (عيسى المسيح) هو الحلّ لكلّ ما تمرّ به. مثل كثيرين من السوريين، لم تكن مهتمة بهذه الرسائل لأنّ دينها الإسلام. وعندما سألها الرجل ذات مرّة: «إذا كشف الله عن نفسه لكِ ورأيتِ الحقيقة، هل ستتبعينه؟» ضحكت في نفسها وقالت: “هذا مستحيل.”
بعد بضعة أسابيع، وفي منتصف النهار، مرّت من أمام المركز فلم تجد أحداً بداخله، فجلست لترتاح خارج الباب. فجأة، رأَت نوراً ساطعاً ينبعث من خلفها، حتى أنّها اضطرت لتغطي عينيها. كان الضوء أقوى من ضوء الشمس.
ثم سمعت صوتاً يتكلّم بلغتها:
«يا ابنتي، الباب مفتوح أمامكِ، تعالي!»
أجابته بدهشة: «لكن الباب مغلق!»
ردّ الصوت بهدوء: «أنا ابن الله، يسوع. أنا الباب، ومفتوحٌ لكِ يا ابنتي.»
عندما قصّت المرأة قصّتها لاحقاً على صديقها المسيحي، ارتجفت وخفق قلبها بشدّة وهي تحكي الشعور بالسلام والفرح الذي اجتاحها منذ لحظة سماعها لصوت يسوع. قالت: «شجّعني مراراً على الصلاة، وكنتُ أظنّ أنّ هذا تجديف. لكنّني الآن أعلم أنّ يسوع حيّ!»
زيارة من الأمير
لم تكد تغفو إيليف، الشابة التركية البالغة من الخامسة والعشرين، حتى اجتاحتها أفكار سلبية لا تفارقها ليلاً.
كانت تذهب إلى الفراش وهي غارقة في هذه الأفكار، وتشعر بنوعٍ من الفضول تجاهها رغم أنّها تعرف أنها مضرة.
في يومٍ ما، قررت أن تُحسّن لغتها الإنجليزية عبر تطبيقٍ للتواصل، وهناك تعرفت إلى صديقة جديدة تتبع المسيح. كانت هذه الصديقة ودودة جدًا، وطلبت من إيليف اسمها وأخبرتها أنها ستصلي من أجلها. أثناء محادثاتهما، لم تشأ إيليف أن تخبرها عن أفكارها المدمرة خجلًا، لكنّها استمتعت بالحديث عن مواضيع أخرى وتعلُّم اللغة.
أرسلت لها الصديقة بعض مقاطع التسبحة والغناء المسيحي، ولاحظت إيليف أنّ سلامًا غريبًا يملأ قلبها عندما تستمع إليها. وخلال الشهر التالي، شاركت الصديقة إيليف قصصًا وفيديوهات عن يسوع، ولم تنسَ الصلاة من أجلها في كل مرة.
ثم حدث شيء غير متوقع: في إحدى الليالي، بينما كانت إيليف تستسلم لأفكارها المزعجة، شعرت بوجود شخص في غرفتها. لم تره بعينها، لكنه قال لها بصوتٍ هادئ:
«أنا معكِ يا إيليف. يمكنكِ أن تتخلّي عن هذه الأفكار السيئة.»
في تلك اللحظة اختفت الأفكار على الفور، وامتلأ قلب إيليف بالهدوء لأول مرة منذ زمنٍ طويل. أدركت حينها أن ما حدث لم يكن حلمًا عاديًا، ونمت بسلامٍ عميق.
عند الصباح، شكّت إيليف قليلًا في قصتها، لكن السلام الذي شعرت به أثبت لها حقيقة الأمر. فتحت دردشة جديدة مع صديقتها الإنجليزية، وروت لها كل ما جرى: الأفكار المدمرة، والصوت الحنون، والسكينة التي حلّت عليها. عندها أكّدت لها الصديقة أنها كانت تصلي من أجلها، وأوضحت أنّ هذا هو يسوع، الملقب بـ«أمير السلام»، الذي جاء ليحرّر عقلها وقلبها من كل خوفٍ وقلق.
بعد أكثر من شهر من الأسئلة والتعلّم، قررت إيليف أن تلتزم بما تعلّمته وتتواصل مع جماعة أخرى من أتباع يسوع. وهي الآن تشجّع كل مَن يعاني من الأفكار السلبية أن يصلّي طالبًا السلام باسم يسوع. فكما تقول الآية في الكتاب المقدس:
«لا تهتمّوا بشيء، بل في كلّ أمر بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله، وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع.»
والآن، تجد إيليف ضالتها في الصلاة والثقة بأن السلام الذي منحها إيّاه أمير السلام لا يزول مهما واجهت من تحديات.
الرجل أنقذ حياتها
كانت عائلة مهاجرة تُسافِر مع مجموعة من الآخرين على متن قاربٍ ضيق، يقطعون البحر هرباً من وطنهم. في أثناء الرحلة، اختفت ابنتهما الصغيرة فجأة؛ اكتشفوا أنها سقطت في الماء من دون أن يلحظ أحد. راح الجميع في القارب يرمقون الأمواج من الجانبين باحثين عنها، لكنهم لم يجدوا لها أثرًا. وفجأة، ظهرت الطفلة على الطرف الآخر من القارب، تكرر كلامها بدهشة:
«رجلٌ يمشي على الماء التقطني من البحر ووضعني على الجانب الآخر من القارب.»
ظنّ الوالدان أن كلماتها ناتجة عن صدمة وذهولٍ تعرضت لهما، لكنهما خففا وطناً في صدريهما فرحاً بعودتها سالمة.
عندما وصَلت العائلة إلى جزيرةٍ قريبة، التقت برجلٍ أضرم ناراً ليُدفئهم وجلس يتحدّث معهم. دون أن يعرف شيئاً عن حادثة الطفلة، سألهم بخفّة: «هل تودّون أن تسمعوا عن الإله الذي يمشي على الماء؟»
انهمرت دموع الأم والأب من شدة الدهشة. لم يسبق لهذا الرجل أن روى هذه القصة للمهاجرين من قبل، لكنّه شعر في صباح ذلك اليوم أن المسيح عيسى (عيسى المسيح) أراد منه أن يفعل ذلك.
سألته العائلة: «من أنت؟»
أجاب مبتسماً: «أنا من أتباع يسوع، وأرسَلني اليوم لأرحّب بكم وأخبركم أنه يحبّكم وهو معكم.»
سألوا بدهشة: «ماذا تقصد بـ “يمشي على الماء”؟»
فتح الرجل الكتاب المقدس وقرأ لهم القصة التي يروي فيها الإنجيل كيف مشى يسوع على سطح البحيرة أمام تلاميذه.
استمرّت دموع العائلة تنهمر وهم يروون له قصة ابنتهم: «ظننا أننا فقدناها إلى الأبد، واعتقدنا أنها توهّمت عندما قالت: ‘رجل يمشي على الماء أخذني إلى الجانب الآخر.’ لم نفهم الأمر أبداً حتى قرأت لنا قصة يسوع. والآن ندرك أننا عاجزون عن شكر يسوع كشكرٍ كافٍ لإنقاذه حياة ابنتنا!»